تعرض المراهقين للقصص والأفلام الخيالية وعلاقته بتنمية بعض مهارات التفكير الناقد لديهم دراسة مقارنة
هيام أنور أحمد جامعة عين شمس معهد الدراسات العليا للطفولة الإعلام وثقافة الأطفال الماجستير 2009
"يعد أدب الخيال العلمي Science Fiction من أهم الأجناس الأدبية المعاصرة وأوثقها ارتباطا بحياة البشر، وذلك لارتباطه بشكل ونوعية الحياة في المستقبل نتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي السريع، ويمكن القول بأننا نعيش في عصر أدب الخيال العلمي حيث توشك الحدود الفاصلة بين العلم والخيال أن تتلاشى بعد أن تحققت معظم تنبؤات الخيال العلمي وتحولت لواقع ملموس، كما أن هناك اليوم سباقا بين العلماء وكتاب الخيال العلمي حول أفكار وإنجازات المستقبل في شتى المجالات، لدرجة أن وقائع الثورة العلمية والتكنولوجية السريعة والمذهلة قد تجاوزت الكثير مما كان يعد خيالا علميا، ومازال الخيال العلمي يلعب دورا كبيرا في الوصول إلى الاكتشافات والاختراعات العلمية .
ويعد تنمية التفكير الناقد أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقها فنجد أن الاهتمام بتربية المراهقين وإرشادهم وتنمية قدراتهم العقلية المعرفية و الإبتكارية أصبح من الأمور الضرورية في العصر الذي نعيش فيه، لأن المجتمع في أشد الحاجة إلى المتميزين وذوي الخبرات الإبتكارية من أبنائه في شتى المجالات .
ومما تقدم ونظرا لأهمية كلا من الخيال العلمي والتفكير الناقد لدي المراهقين قامت الباحثة بإعداد هذه الدراسة لمعرفة العلاقة بين تعرض المراهقين لأدب الخيال العلمي وإمكانية تنمية مهارات التفكير الناقد لديهم .
وقد جاءت الدراسة في صورتها النهائية علي النحو التالي :
الفصل الأول : تناول الإجراءات المنهجية للدراسة حيث احتوي علي تحديد مشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها ،حدودها ومفاهيمها ثم عرض لتساؤلاتها وفروضها، وتوضيح لنوع ومنهج الدراسة وتحديد المجتمع والعينة و الأدوات والأساليب الإحصائية، أما الفصل الثاني فتضمن الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة ، أما الإطار النظري للدراسة فتمثل في الفصل الثالث الذي انقسم بين أدب الخيال العلمي والتفكير الناقد ، و الفصل الرابع: عرض نتائج الدراسة الميدانية وتفسيرها واختبار صحة الفروض ، وأخيرا اختتمت الدراسة بتلخيص لأهم النتائج وعرض لمقترحات الدراسة .
أولا : تحديد مشكلة الدراسة :
يتعرض المراهقون للعديد من الوسائل الإعلامية بما تتضمنه من مضامين مختلفة منها أدب الخيال العلمي، فانه بالإضافة إلي الوظائف المطلوبة والمقصودة لوسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة وما تقدمه من قصص وأفلام فانتازيا وخيال علمي (الوظيفة التجارية ) لها أيضا وظائف غير مقصودة، لم يسع القائم بالاتصال إلي تحقيقها ولكن علي الباحث الإعلامي أن يرصدها، خاصة لدي أكثر فئات الجمهور تعرضا لها وهم المراهقين، مما دفع الباحثة إلي دراسة إمكانية استخدام قصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي في تنمية بعض مهارات التفكير الناقد ( كوظائف غير مقصودة لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي ) لدي عينة من المراهقين في المرحلة العمرية من 17 ـ 20 سنة ، ومن ثم تتبلور مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي التالي
""ما العلاقة بين تعرض المراهقين للقصص والأفلام الخيالية (الفانتازيا و الخيال العلمي ) وتنمية بعض مهارات التفكير الناقد لديهم ؟""
ثانيا : أهمية الدراسة :
تستمد هذه الدراسة أهميتها من:
أ- أهمية علمية :
1. أهمية موضوع الدراسة وما يمثله من إسهام علمي في مجال بحوث أدب الخيال العلمي من خلال دراسة الجوانب النظرية والتطبيقية لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي والتي من شانها أن تسهم في تنمية بعض مهارات التفكير لدي المراهقين ومنها التفكير الناقد.
2. أهمية دراسة التفكير الناقد وتدريب المراهقين علي استخدام مهاراته يعد ضرورة أساسية لمواجهة التغيرات المتلاحقة والسريعة التي يمر بها العالم من حولنا والتي تؤثر علي مجتمعنا ، ذلك لان هذا النمط من التفكير يجعل المراهقين قادرين علي فهم الأمور المحيطة بهم وقادرين أيضا علي الانتقاء والاختيار من بين البدائل الكثيرة من الأفكار والآراء والممارسات المحيطة بهم بحيث يكون هذا الاختيار قائم علي أسس موضوعية.
3. أن دراسة الخيال العلمي جزء لا يتجزأ من استراتيجيات المستقبل، ولذلك أصبح من الضروري الاهتمام بأدب الخيال العلمي في عالمنا العربي، إذ يجب على كافة مؤسسات المجتمع التعليمية والثقافية والإعلامية أن تعطي أهمية كبرى لتعميق العلاقة بين العلم والخيال العلمي .
4. تنبع أهمية الدراسة أيضا انه لم تجر حتى الآن ـ في حدود علم الباحثة ـ أي دراسة إعلامية عربية تربط بين مشاهدة المراهق في مرحلة المراهقة المتأخرة من (17 ـ 21 سنة) لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي الأجنبية والعربية وبين إمكانية مساهمتها في تنمية التفكير الناقد له .
ب- أهمية مجتمعية :
علي الرغم من إن الأهمية المجتمعية لهذه الدراسة قد لا تكون أهمية حقيقة وفعلية علي ارض الواقع، وذلك نظرا لطبيعة وثقافة المجتمع العربي الذي نعيش فيه، والذي مازال عدد كبير جدا من أفراده لا يقتنعون بهذا النوع من الأدب وينظرون إليه علي انه نوع من الخرافة، لكن علي الرغم من ذلك قد تساعد هذه الدراسة المتخصصين في مجال الخيال العلمي، من كتاب ومؤلفين ومنتجين علي معرفة اتجاهات وأراء الشباب ـ وهم الشريحة الأكبر والجمهور العريض لإنتاجهم ـ في أدب الخيال العلمي، ومعرفة مدي إقبالهم عليه، مما قد يحثهم علي المحاولة الجادة في إدخال هذا النوع من الأدب في ثقافتنا العربية، خاصة مع الإقبال الكبير من المراهقين عليه من خلال القصص والروايات والأفلام ، محاولين أن نجذب هؤلاء الشباب إلي أفلام وقصص عربية بدلا من انسياقهم الشديد إلي المنتج الأجنبي وخاصة الأفلام الأجنبية، وما تتضمنه من عادات وتقاليد وثقافة مختلفة عن مجتمعنا، فبدلا من ذلك الغزو الثقافي نجذبهم نحو إنتاج عربي علي درجة عالية من الجودة والإتقان يتضمن ثقافتنا وقيمنا، ويشبع رغباتهم واحتياجاتهم من هذا النوع من الأدب .
ثالثا : أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة بشكل أساسي إلي تعرف العلاقة بين تعرض المراهقين للقصص والأفلام الخيالية وتنمية بعض مهارات التفكير الناقد لديهم وذلك من خلال :
• تعرف العلاقة بين قراءة المراهقين لقصص الفانتازيا والخيال العلمي وتنمية بعض مهارات التفكير الناقد لديهم .
• تعرف العلاقة بين مشاهدة المراهقين لأفلام الفانتازيا والخيال العلمي وتنمية بعض مهارات التفكير الناقد لديهم .
• المقارنة بين تأثير قصص الفانتازيا و الخيال العلمي وتأثير أفلام الفانتازيا و الخيال العلمي علي تنمية مهارات التفكير الناقد لدي المراهقين .
• المقارنة بين تفضيل المراهقين لأي من أنواع الخيال ـ الخيال العلمي أم الخيال الجامح (الفانتازيا ) .
• تعرف تفضيلات المراهقين من الذكور والإناث لأفلام وقصص الفانتازيا والخيال العلمي الأجنبية والعربية .
• تعرف مدي تأثير كلا من نوع وسن ونوع تعليم المراهق علي نمو مهارات التفكير الناقد لديه، من خلال تعرضه لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي .
• تعرف مدي توافر مهارات التفكير الناقد لدي مراهقين المرحلة الجامعية .
رابعا : حدود الدراسة :
1. حدود بشرية :تنسحب نتائج هذه الدراسة علي مرحلة المراهقة المتأخرة من ( 17 – 20 ) سنة من طلاب المرحلة الجامعية بكليات العلوم والهندسة والآداب والألسن من الفرقة الأولي وحتى الرابعة من الذكور والإناث .
2. حدود زمنية :تنسحب نتائج هذه الدراسة علي الفترة الزمنية التي طبق فيها الدراسة الميدانية وهي الفترة من أول شهر مارس وحتى نهاية شهر ابريل 2008 .
3. حدود مكانية :تنسحب نتائج هذه الدراسة علي جامعة عين شمس بمحافظة القاهرة .
خامسا :مصطلحات الدراسة :
تقوم الدراسة الحالية علي عدد من المفاهيم الأساسية وفيما يلي توضيح لحدود استخدام هذه المفاهيم داخل الدراسة :
1. الخيال Imagination :
تعريف اعتماد خلف معبد 1999
إن مفهوم الخيال هو نشاط يساعد الطفل علي تخطي حدود الزمان والمكان ، كما يساعده أيضا علي التعامل مع الأحداث والأشخاص والقيام ببعض المهارات التي لا يقوي عليها في الحياة الواقعية ، مثل تخيل الطفل نفسه يقود مركبة فضائية أو أن يحارب مخلوقات قادمة من الفضاء .
2. الفانتازيا Fantasy :
تعريف يوسف الشاروني 1980
إن الفانتازيا تتمثل في حلم الإنسان في تجاوز الحواجز الزمنية والمكانية دون أن يقوم هذا الحلم علي أية أسس علمية ( رياضية أو تجريبية ) ، كما تتمثل في مخاوفه من تدخل قوي غيبية في حياته كالسحر والأماكن المرصودة والجن .
3. الخيال العلمي Science Fiction :
تعريف معجم أكسفورد الوجيز :
أدب مملوء بالخيال يقوم علي اكتشافات علمية أو تغييرات بيئية مفترضة ويعالج عادة رحلات الفضاء والحياة علي الكواكب الأخرى .
يتكون من قصص وأفلام تتناول أحداث تقع في المستقبل أو جزء آخر من الكون ، ويقصد به في هذه الدراسة القصص والأفلام التي تصنف علي أنها خيال علمي أو فانتازيا وتعرض من خلال سلاسل القصص والروايات المستقلة ، وروايات الجيب ومن خلال الأفلام سواء الأجنبية أو العربية التي يقرأها ويشاهدها المراهقين عينة الدراسة .
4. التفكير الناقد Critical Thinking :
يقصد واطسون ـ جليسرGlaser & Watson بالتفكير الناقد انه :
المحاولة المستمرة لاختبار الحقائق أو الآراء في ضوء الأدلة التي تسندها بدلا من القفز إلي النتائج ويتضمن بالتالي معرفة طرق البحث المنطقي التي تساعد في تحديد قيمة مختلف الأدلة والوصول إلي نتائج سليمة واختبار صحة النتائج وتقويم المناقشات بطريقة موضوعية خالصة .
5. المراهقون Adolescents :
يقصد بهم في هذه الدراسة المراهقين الذين تقع أعمارهم في المرحلة العمرية من 17 - 20 سنة ( مرحلة المراهقة المتأخرة ) من الجنسين ومن طلاب كليات العلوم والهندسة والآداب والألسن من الفرقة الأولي وحتى الرابعة بجامعة عين شمس بمحافظة القاهرة .
سادسا : متغيرات الدراسة :
تسعي الدراسة إلي اختبار العلاقة بين عدد من المتغيرات وهي :
ـ المتغير المستقل : تعرض المراهقين لقصص و أفلام الفانتازيا والخيال العلمي الأجنبية والعربية .
ـ المتغير التابع : تنمية بعض مهارات التفكير الناقد لدي المراهقين وهي (معرفة الافتراضات ـ التفسير ـ تقويم الحجج ـ الاستدلال ـ الاستنتاج ) .
ـ المتغيرات الوسيطة : ( الجنس ـ السن ـ نوع الكلية )
سابعا : تساؤلات وفروض الدراسة :
تسعي الدراسة الحالية إلي الإجابة عن عدد من التساؤلات والفروض بما يحقق أهداف الدراسة ، ويمكن صياغة تساؤلات وفروض الدراسة كما يلي :
أ- تساؤلات الدراسة :
1. ما مدي إقبال المراهقين علي قراءة قصص ومشاهدة أفلام الفانتازيا والخيال العلمي ؟
2. ما أسباب إقبال المراهقين علي قراءة قصص ومشاهدة أفلام الفانتازيا والخيال العلمي ؟
3. ما معدل تعرض المراهقين لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي؟
4. ما نوعية قصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي التي يفضلها المراهقون؟
5. ما الاشباعات المتحققة للمراهقين من تعرضهم لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي؟
ب- فروض الدراسة :
ـ هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات قراءة المراهقين لقصص الفانتازيا والخيال العلمي ومتوسطات درجات مشاهدة المراهقين لأفلام الفانتازيا والخيال العلمي ونمو بعض مهارات التفكير الناقد لديهم .
ـ لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور وبين متوسطات درجات الإناث الذين يقرءون قصص الفانتازيا والخيال العلمي والذين يشاهدون أفلام الفانتازيا والخيال العلمي علي اختبار التفكير الناقد.
ـ لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات تعرض الذكور ومتوسطات درجات تعرض الإناث لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي .
ـ هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقين الذين يقرءون قصص الفانتازيا والخيال العلمي وبين متوسطات درجات المراهقين الذين يشاهدون أفلام الفانتازيا والخيال العلمي علي اختبار التفكير الناقد لصالح الذين يقرءون .
ـ هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين المتغيرات الديموجرافية للمراهقين ( النوع ، السن ، نوع التعليم ) وبين درجاتهم علي اختبار التفكير الناقد .
ثامنا : نوع و منهج الدراسة :
تنتمي هذه الدراسة إلي الدراسات الوصفية Descriptive Studies كما تعد هذه الدراسة أيضا من الدراسات المقارنة Studies Comparative ، تستخدم هذه الدراسة منهج المسح بالعينة، حيث طبقت علي عينة من المجتمع الأصلي للمراهقين من سن ( 17 – 20 ) سنة من طلاب جامعة عين شمس، وذلك بهدف التعرف علي طبيعة العلاقة بين تعرضهم لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي ونمو بعض مهارات التفكير الناقد لديهم .
تاسعا : أدوات ومقاييس الدراسة :
لقد استخدمت الباحثة عدد من الأدوات لإجراء الدراسة وهي :
أ. استمارة استبانة لقياس مدي تعرض المراهقين للقصص والأفلام الخيالية ( الفانتازيا والخيال العلمي ) .
يتكون هذا الاستبيان من 48 سؤال مقسم إلي ثلاثة محاور :
المحور الأول : يتضمن الأسئلة الخاصة بقراءة المراهقين لقصص الفانتازيا والخيال العلمي ، يمتد من السؤال الأول وحتى السؤال الثالث عشر .
المحور الثاني : يتضمن الأسئلة الخاصة بمشاهدة المراهقين لأفلام الفانتازيا والخيال العلمي ، يمتد من السؤال الرابع عشر وحتى السؤال السادس والعشرين .
المحور الثالث : وهو الخاص باتجاهات المراهقين نحو قصص وأفلام الفانتازيا و الخيال العلمي ، يمتد من السؤال السابع والعشرين وحتى السؤال الثالث والأربعين .
هذا بالإضافة إلي الأسئلة الخاصة بالبيانات الشخصية للمبحوث وذلك في نهاية الاستمارة حتى لا يتخذ المبحوث موقفا حذرا عند الإجابة علي الأسئلة .
ب. مقاييس الدراسة :
تم تقسيم استمارة الاستبانة إلي عدد من المقاييس مثلت تساؤلات وفروض الدراسة وهذه المقاييس هي :
1. مقياس تفضيل المراهقين لقراءة القصص ومشاهدة الأفلام .
2. مقياس معدل تعرض المراهقين لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي .
3. مقياس حجم تعرض المراهقين لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي .
4. مقياس دوافع تعرض المراهقين لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي .
5. مقياس الاشباعات المحققة تعرض المراهقين لقصص وأفلام الفانتازيا والخيال العلمي .
ت- اختبار التفكير الناقد :
تم اختيار اختبار واطسن ـ جليسر للتفكير الناقد ، وهو الاختبار الذي وضعه جودون واطسن ، وادورد جليسر ، وقدما الصورة الأخيرة من هذا الاختبار عام 1952، وقام بإعداد الصورة العربية وتقنينه في البيئة المصرية علي طلبه الجامعة كل من جابر عبد الحميد و يحيي حامد هندام عام 1976 .
يتكون الاختبار من خمس اختبارات فرعية تقيس خمس مهارات من مهارات التفكير الناقد وهي :
• الاختبار الأول : اختبار الاستنتاج ، ويتكون من 20 سؤال .
• الاختبار الثاني : اختبار معرفة المسلمات أو الافتراضات ، ويتكون من 16 سؤال .
• الاختبار الثالث : اختبار الاستنباط ، ويتكون من 25 سؤال .
• الاختبار الرابع : اختبار التفسير ، ويتكون من 24 سؤال .
• الاختبار الخامس : اختبار تقويم الحجج ، ويتكون من 14 سؤال .
وبذلك يحتوي الاختبار علي 99 سؤال يجاب عنهم في زمن قدره 50 دقيقة ، ويتم تصحيح الاختبار بإعطاء درجة واحدة للإجابة الصحيحة ، وصفر للإجابة الخاطئة أو اختيار أكثر من إجابة أو ترك الإجابة ، ويستطيع الإجابة عليه كل فرد حصل علي الشهادة الإعدادية ، أي انه يصلح للأفراد في مرحلة التعليم الثانوي والجامعي .
عاشرا : مجتمع وعينة الدراسة :
تمثل مجتمع الدراسة في المراهقين ( مرحلة المراهقة المتأخرة ) الذين تتراوح أعمارهم ما بين ( 17 – 20 سنة ) من طلاب المرحلة الجامعية بكليات جامعة عين شمس .
تحديد عينة الدراسة :
• بعد أن قامت الباحثة بتحديد المجتمع الأصلي للدراسة، قامت بسحب العينة من المجتمع وذلك لتطبيق الدراسة الميدانية عليها، وتم إجراء الدراسة علي عينة عشوائية طبقية Stratified Sample قوامها 420 مفردة من طلاب جامعة عين شمس، تم اختيار العينة بالطريقة العشوائية الطبقية حيث قسمت العينة إلي فئات تبعا للنوع ( ذكور ـ إناث ) ، تبعا للسن ( من 17 – 18، من 19- 20 سنة)، تبعا لنوع الدراسة ( كليات علمية ""علوم وهندسة "" ، كليات نظرية "" آداب والسن"" ) .
حادي عشر : اختباري الصدق والثبات :
تم إجراء اختبار الصدق للتأكد من صدق استمارة الاستبانة من حيث صدق المحتوي Content Validity من حيث تحديد أهداف الدراسة وأبعادها وكافة متغيراتها وتساؤلاتها وفروضها ووضع مجموعة من الأسئلة تغطي هذه الأبعاد بشكل شامل ودقيق .
وللتحقق من الصدق الظاهري Validity Face بعرض استمارة الاستبانة علي مجموعة من الأساتذة كمحكمين في المجالات التي ترتبط بموضوع الدراسة مثل الإعلام وعلم النفس ودراسات الطفولة، ثم قامت الباحثة بإجراء التعديلات اللازمة لاستمارة الاستبانة بناءا علي الملاحظات والمقترحات التي أبدوها .
أما بالنسبة لاختبار الثبات فقد تم إجراء اختبار قبلي Pretest علي عينة مصغرة من المراهقين بلغت 25 مفردة، وقد روعي أن تمثل المجتمع الأصلي بحيث تتضمن هذه العينة جميع الفئات طبقا لمتغيرات الدراسة من حيث الجنس والسن ونوع التعليم وذلك للتأكد من وضوح الأسئلة وفهم المبحوثين لها ولم تجد الباحثة أي مشاكل أو صعوبات لدي المبحوثين تجاه الاستمارة ، ثم تم إعادة الاختبار مرة أخري ( اختبار بعدي Test Reset ) علي نفس العينة وذلك بعد شهر من التطبيق الأول وذلك في ظروف مشابهة للظروف التي سبق اختبارهم فيها، وقد حصلت الباحثة علي نتائج متسقة في المرتين بنسبة ثبات (93.4% ) وهي نسبة مرتفعة تدل علي وضوح الاستمارة وقابليتها للتطبيق علي أفراد العينة .
و بعد الانتهاء من إجراء الدراسة الميدانية قامت الباحثة بتصحيح اختبارات التفكير الناقد وكذلك تمت مراجعة البيانات داخل استمارات الاستبانة للتأكد من استيفاء البيانات داخل كل استمارة ، إلا انه تم استبعاد استمارات 168 مفردة ممن لا يتعرضون لقصص وأفلام الخيال العلمي وممن تضاربت إجاباتهم علي تساؤلات الاستمارة ولعدم مصداقية إجاباتهم، بحيث أصبح العدد النهائي لعينة الدراسة 252 مفردة مقسمة بالتساوي علي أفراد العينة الذكور والإناث وبواقع (63) مفردة لكل كلية تخضع للتطبيق ، وتم ترقيم استماراتهم وتجهيزها لإدخال البيانات إلي للحاسب الآلي ومعالجتها إحصائيا .
قامت الباحثة بتحويل إجابات المبحوثين إلي أرقام وإدخال بيانات استمارة الاستبانة واختبار التفكير الناقد إلي الحاسب لمعالجتها باستخدام البرنامج الإحصائي SPSS والخاص بالمعالجة الإحصائية للعلوم الاجتماعية ، وقد تم الاستعانة بالأساليب الإحصائية التالية :
1. اختبار "" ت "" T-test للكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين متوسطين .
2. معامل ارتباط بيرسون للكشف عن العلاقة بين متغيرات الدراسة .
3. تحليل التباين في اتجاه واحد ANOVA للكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين المجموعات .
الثاني عشر : أهم نتائج الدراسة :
أسفرت الدراسة الميدانية عن العديد من النتائج ، وسوف يتم الإشارة إلي أهمها من خلال التساؤلات ثم الفروض :
أ- الإجابة عن تساؤلات الدراسة :
• بلغ عدد المراهقين الذين يحبون قراءة القصص 143مفردة بنسبة 56.7% ، و الذين يحبون مشاهدة الأفلام 225 مفردة بنسبة 89.3% .
• ارتفعت نسبة إقبال المراهقين علي قصص وأفلام الخيال العلمي عن نسبة إقبالهم علي قصص وأفلام الفانتازيا ، حيث بلغت نسبة إقبال المراهقين علي الخيال العلمي 52% للقصص و 75% للأفلام بينما بلغت نسبه إقبالهم علي الفانتازيا 40.9% للقصص و 62.3% للأفلام .
• تعددت أسباب إقبال المراهقين علي قراءة قصص ومشاهدة أفلام الفانتازيا والخيال.
• إن قصص الفانتازيا والخيال العلمي المترجمة جاءت في الصدارة من حيث تفضيل المراهقين لها بنسبة 92.8% تلاها في المرتبة الثانية القصص العربية بنسبة 73.3%، وفي المرتبة الأخيرة القصص الأجنبية بنسبة 69.9%، أما نسبة تفضيل المراهقين لأفلام الفانتازيا والخيال العلمي الأجنبية وصلت إلي 100%، بينما نسبة تفضيلهم للأفلام الخيالية العربية وصلت إلي 22% ،ووصلت نسبة عدم تفضيلهم لها إلي 78%، بينما انخفضت نسبة عدم تفضيلهم للأفلام الأجنبية إلي صفر .
• إن المراهقين يفضلون مشاهدة الأفلام الخيالية بنسبة اكبر من تفضيلهم لقراءة القصص الخيالية.
• إن المرحلة الإعدادية هي المرحلة التي بدا فيها تعرض عدد كبير من المراهقين علي أدب الخيال العلمي سواء عن طريق القصص بنسبة 47.7% او من خلال الأفلام بنسبة 41.1% .
ب- الإجابة عن فروض الدراسة :
• أثبتت نتائج الدراسة صحة الفرض الأول جزئيا حيث توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات قراءة المراهقين للقصص الخيالية ( الفانتازيا والخيال العلمي ) نمو مهارات التفكير الناقد ككل لديهم ونمو كلا من مهارة الاستنتاج ومهارة معرفة الافتراضات لديهم .
• توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات مشاهدة المراهقين للأفلام الخيالية ( الفانتازيا والخيال العلمي ) نمو مهارات التفكير الناقد ككل لديهم ونمو مهارة الاستنباط لديهم .
• أثبتت نتائج الدراسة صحة الفرض الثاني جزئيا حيث انه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذكور والإناث الذين يقرءون القصص الخيالية (الفانتازيا والخيال العلمي ) علي مهارات التفكير الناقد ككل .
• لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقين الذين يتعرضون لأدب الخيال العلمي علي اختبار التفكير الناقد تبعا لسن المراهق [الأصغر سنا (17-18) سنة والأكبر سنا (19-20 ) سنة ] ، بينما هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات المراهقين الذين يتعرضون لأدب الخيال العلمي علي اختبار التفكير الناقد تبعا لنوع المراهق (ذكور ـ إناث ) وتبعا لنوع تعليم المراهق [كليات علمية ( علوم وهندسة ) وكليات نظرية (آداب و السن) ] واتجهت هذه الفروق لصالح الذكور و لصالح طلاب الكليات العلمية ."